الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{قال} أي نوحٌ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ مناجيا ربّهُ وحاكيا له تعالى وهو أعلمُ بحالِهِ ما جرى بينهُ وبين قومه من القيلِ والقال في تلك المددِ الطوالِ بعد ما بذل في الدعوةِ غاية المجهودِ وجاوز في الإنذارِ كلّ حد معهودٍ وضاقتْ عليهِ الحيلُ وعيت بهِ العللُ. {ربّ إِنّى دعوْتُ قوْمِى} إلى الإيمانِ والطّاعةِ {ليْلا ونهارا} أي دائما من غيرِ فتورٍ ولا توانٍ {فلمْ يزِدْهُمْ دُعائِى إِلاّ فِرارا} ممّا دعوتُهُم إليهِ وإسنادُ الزيادةِ إلى الدعاءِ لسببيتِهِ لها كما في قوله تعالى: {زادتْهُمْ إيمانا} {وإِنّى كُلّما دعوْتُهُمْ} أي إلى الإيمانِ {لِتغْفِر لهُمْ} بسببهِ {جعلُواْ أصابعهم في ءاذانهم} أيْ سدُّوا مسامِعهُم منِ استماعِ الدعوةِ {واستغشوا ثِيابهُمْ} أي بالغُوا في التغطِّي بها كأنّهُم طلبُوا أنْ تغشاهُم ثيابُهُم أو تُغشِّيهم لئلا يُبصروه كراهة النظرِ إليهِ أو لئلا يعرفهُم فيدعُوهُم {وأصرُّواْ} أي أكبُّوا على الكفرِ والمعاصِي مستعارٌ منْ أصرّ الحمارُ على العانةِ إذا أصرّ أذنيهِ وأقبل عليها {واستكبروا} عن اتِّباعي وطاعتي {استكبارا} شديدا {ثُمّ إِنّى دعوْتُهُمْ جهارا ثُمّ إِنّى أعْلنْتُ لهُمْ وأسْررْتُ لهُمْ إِسْرارا} أي دعوتُهُم تارة جهرا ومرة غب مرةٍ على وجوهٍ مُتخالفةٍ وأساليب متفاوتةٍ، و{ثُمّ} لتفاوتِ الوجوهِ فإنّ الجِهار أشدُّ من الإسرارِ، والجمعُ بينهُما أغلظُ من الإفرادِ أو لتراخِي بعضِها عن بعضٍ، وجهارا منصوبٌ بـ: {دعوتُهُم} على المصدرِ لأنّه أحدُ نوْعيْ الدعاءِ أو أُريد بدعوتُهُم جاهرتُهُم أو هو صفةٌ لمصدرٍ أي دعوتُهُم دعاء جهارا أي مُجاهِرا به أو مصدرٌ في موقعِ الحالِ أي مُجاهرا. اهـ.
ولما أخبر بأنه بالغ في الدعوة إلى حد لا مزيد عليه، فلم يدع من الأوقات ولا من الأحوال شيئا، سبب عنه بيان ما قال في دعوته وهو التسبب في السعادة كلها بدفع المضار وجلب المسار، فقال مقدما لطلب الغفران بالتوبة عن الكفر ليظهروا فيكونوا قابلين للتحلية بالمحاسن الدينية بعد التخلية عن الأخلاق الدنية: {فقلت} أي في دعائي لهم: {استغفروا ربكم} أي اطلبوا من المحسن إليكم، المبدع لكم، المدبر لأموركم، أن يمحو ذنوبكم أعيانها وآثارها، بالرجوع عن عبادة غيره إلى الإخلاص في عبادته. ولما ذكر أنه استعطفهم أولا ببيان أن رجوعهم ممكن، لئلا يقولوا: إنا قد بالغنا في المعاصي فلا نقبل، وأعلمهم أن الاستغفار باب الدخول إلى طاعة الجبار، أكد ذلك الاستعطاف بقوله معللا للأمر ولجوابه بنحو: يغفر لكم، مؤكدا لأجل توقفهم: {إنه كان} أي أزلا وأبدا ودائما سرمدا {غفارا} أي متصفا بصفة الستر على من رجع إليه على أبلغ الوجوه وأعلاها، وإذا وقع الغفران دفع المضار كلها. ولما قرر أمر التوبة وبين قبولها وقدمه اهتماما به لأنه أصل ما يبتنى عليه، ولأن التخلي قبل التحلي، ودرء المفاسد قبل جلب المصالح والفوائد، رغب فيها بما يكون عنها من الزيادة في الإحسان على أصل القبول، وينشأ عن الاستغفار من الآثار الكبار من الأفضال بجلب المسار بما هو مثال للجنة التي كان سبب الإخراج منها النسيان لأنهم أحب شيء في الأرباح الحاضرة والفوائد العاجلة لاسيما بما يبهج النفوس ويشرح الصدور لإذهابه البؤس، فقال مجيبا لفعل الأمر: {يرسل السماء} أي المظلة الخضراء أو السحاب أو المطر {عليكم} أي بالمطر وأنواع البركات {مدرارا} أي حال كونها كثيرة الدورة متكررته، وهذا البناء يستوي فيه المذكر والمؤنث {ويمددكم} أظهر لأن الموضع لإرادة المبالغة والبسط والسعة {بأموال وبنين} وذلك يفهم أن من اكثر الاستغفار حباه الله ما يسره، وحماه ما يضره {ويجعل لكم} أي في الدارين {جنات} أي بساتين عظيمة، وأعاد العامل للتأكيد والبسط لأن المقام له فقال: {ويجعل لكم أنهارا} يخصكم بذلك عمن لم يفعل ذلك، فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، روى أن عمر رضي الله عنه استسقى فلم يزد على الاستغفار فلما نزل قيل: يا أمير المؤمنين! ما رأيناك استسقيت؟ فقال: لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي بها يستنزل القطر، ثم قرأ هذه الآية، وقال القشيري: من وقعت له إلى الله حاجة فلن يصل إلى مراده إلا بتقديم الاستغفار، وقال: إن عمل قوم نوح كان بضد ذلك، كلما ازداد نوح في الضمان ووجوه الخير والإحسان ازدادوا في الكفر والنسيان. ولما كان من رجا ملكا عمل بما يرضيه. ومن خافة تجنب ما يسخطه، نبههم على ذلك بالإشارة إلى الجلال الموجب للتوقير والجمال بالإحسان إلى الخلق، مصرحا لهم بالترغيب ملوحا إلى الترهيب، فقال مستأنفا في جواب من يقول منهم: هل بقي شيء من قولك؟: {ما} أي أيّ شيء يحصل {لكم} حال كونكم {لا ترجون} أي تكونون في وقت من الأوقات على حال تؤملون بها، وبين فاعل الوقار ومبدعه بتقديمه، فإنه لو أخره لكان ل {وقارا} فقال: {لله} أي الملك الذي له الأمر كله {وقارا} أي ثوابا يوقركم فيه ولو قل، فإن قليله أكثر من كثير غيره، ولا تخافون له إهانة بالعقاب بأن تعلموا أنه لابد من أن يحاسبكم بعد البعث فيثيب الطائع ويعاقب العاصي، كما هي عادة كل أحد مع من تحت يده، فتوقروا رسله بتصديقهم فتؤمنوا وتعملوا، فإن من أراد من أحد أنه يوقره وقره وعظمه ليجازيه على ذلك، فإن الجزاء من جنس العمل، وذلك إنما يكون بمعرفة الله بما له من الجلال والجمال، والخلق إنما تفاضلوا بالمعرفة بالله، لا بالأعمال، إنما سبق أبو بكر رضي الله عنه الناس بشيء وقر في صدره، فإن بالمعرفة تزكو الأعمال وتصلح الأقوال، وإنما يصح تعظيمه سبحانه بأن لا ترى لك عليه حقا، ولا تنازع له اختيارا، وتعظم أمره ونهيه، بعدم المعارضة بترخيص جاف أو تشديد غال أو حمل على توهم الانقياد، وتعظم حكمه بأن لا تبغي له عوجا ولا تدافعه بعلم، ولا ينبغي له غرض وعلة، ولأجل أن المطلوب تحصيل الأعمال التي هي أسباب ظاهرية، عبر بالرجاء ليسرهم بأن أعمالهم مؤثرة، وعبر بالطمع في غير هذه الآية تنبيها على أنه لا سبب في الحقيقة إلا رحمة الله لحال دعاء إلى ذلك. ولما كان هذا إشارة إلى الاستدلال على البعث بما يعلمونه من أنفسهم صرح بعد ما لوح، فقال آتيا بحرف التوقع لأنه مقامه: {وقد} أي والحال أنه قد أحسن إليكم مرة بعد مرة بما لا يقدر عليه غيره، فدل ذلك على تمام قدرته، ثم لم يقطع إحسانه عنكم فاستحق أن تؤمنوا به لأنه {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن: 60] ورجاء لدوام إحسانه وخوفا من قطعه لأنه {خلقكم} أي أوجدكم من العدم مقدرين {أطوارا} أي تارات عناصر أولا ثم مركبات تغذي الحيوان ثم أخلاطا ثم نطفا ثم علقا ثم مضغا ثم عظاما ولحوما وأعصابا ودماء، ثم خلقا آخر تاما ناطقا ذكرانا وإناثا طوالا وقصارا بيضا وسودا وبين ذلك- إلى غير ذلك من الأمور الدالة على قدرته على كل مقدور، ومن قدر على هذا الابتداء كان على الإعادة أعظم قدرة، وقد ثبتت حكمته وأنه لم يخلق الخلق الخلق سدى بما بان من هذا التطوير على هذه الهيئات العجيبة التي لا قدرة لغيره عليها بوجه، وهم يتهارجون في هذه الدار تهارج الحمر، ويموت المظلوم على حاله، والظالم يبلغ آماله، فلابد أن يعيدهم ليفصل بينهم فيظهر حكمته وعدله وإكرامه وفضله، ولو ترك ذلك لكان نقصا في ملكه، ومن قدر على ذلك كان قادرا على الجزاء بالثواب والعقاب، فهو أهل لأن يخشى ويرجى. اهـ.
قال مقاتل: إن قوم نوح لما كذبوه زمانا طويلا حبس الله عنهم المطر، وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة، فرجعوا فيه إلى نوح، فقال نوح: استغفروا ربكم من الشرك حتى يفتح عليكم أبواب نعمه. واعلم أن الاشتغال بالطاعة سبب لانفتاح أبواب الخيرات، ويدل عليه وجوه أحدها: أن الكفر سبب لخراب العالم على ما قال في كفر النصارى: {تكادُ السموات يتفطّرْن مِنْهُ وتنشقُّ الأرض وتخِرُّ الجبال هدّا أن دعوْا للرحمن ولدا} [مريم: 90، 91] فلما كان الكفر سببا لخراب العالم، وجب أن يكون الإيمان سببا لعمارة العالم وثانيها: الآيات منها هذه الآية ومنها قوله: {ولوْ أنّ أهْل القرى ءامنُواْ واتقوا لفتحْنا عليْهِم بركات} [الأعراف: 96] {ولوْ أنّهُمْ أقامُواْ التوراة والإنجيل وما أُنزِل إِليهِمْ مّن رّبّهِمْ لاكلُواْ مِن فوْقِهِمْ} [المائدة: 66] {وألّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم مّاء غدقا} [الجن: 16] {ومن يتّقِ الله يجْعل لّهُ مخْرجا ويرْزُقْهُ مِنْ حيْثُ لا يحْتسِبُ} [الطلاق: 2 3] {وأْمُرْ أهْلك بالصلاة واصطبر عليْها لا نسْألُك رِزْقا نّحْنُ نرْزُقُك} [طه: 132] وثالثها: أنه تعالى قال: {وما خلقْتُ الجن والإنس إِلاّ لِيعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] فإذا اشتغلوا بتحصيل المقصود حصل ما يحتاج إليه في الدنيا على سبيل التبعية ورابعها: أن عمر خرج يستسقي فما زاد على الاستغفار، فقيل له: ما رأيناك استسقيت، فقال: لقد استسقيت بمجاديح السماء. المجدح ثلاثة كواكب مخصوصة، ونوءه يكون عزيزا شبه عمر (الاستغفار) بالأنواء الصادقة التي لا تخطئ، وعن بكر بن عبد الله: أن أكثر الناس ذنوبا أقلهم استغفارا، وأكثرهم استغفارا أقلهم ذنوبا، وعن الحسن: أن رجلا شكا إليه الجدب، فقال: استغفر الله، وشكا إليه آخر الفقر، وآخر قلة النسل، وآخر قلة ريع أرضه، فأمرهم كلهم بالاستغفار، فقال له بعض القوم: أتاك رجال يشكون إليك أنواعا من الحاجة، فأمرتهم كلهم بالاستغفار، فتلا له الآية، وهاهنا سؤالات: الأول: أن نوحا عليه السلام أمر الكفار قبل هذه الآية بالعبادة والتقوى والطاعة، فأي فائدة في أن أمرهم بعد ذلك بالاستغفار؟ الجواب: أنه لما أمرهم بالعبادة قالوا له: إن كان الدين القديم الذي كنا عليه حقا فلم تأمرنا بتركه، وإن كان باطلا فكيف يقبلنا بعد أن عصيناه، فقال نوح عليه السلام: إنكم وإن كنتم عصيتموه ولكن استغفروه من تلك الذنوب، فإنه سبحانه كان غفارا. السؤال الثاني: لم قال: {إِنّهُ كان غفّارا} ولم يقل: إنه غفار؟ قلنا المراد: إنه كان غفارا في حق كل من استغفروه كأنه يقول: لا تظنوا أن غفاريته إنما حدثت الآن، بل هو أبدا هكذا كان، فكأن هذا هو حرفته وصنعته. {يُرْسِلِ السّماء عليْكُمْ مِدْرارا (11)} واعلم أن الخلق مجبولون على محبة الخيرات العاجلة، ولذلك قال تعالى: {وأخرى تُحِبُّونها نصْرٌ مّن الله وفتْحٌ قرِيبٌ} [الصف: 13] فلا جرم أعلمهم الله تعالى هاهنا أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا. والأشياء التي وعدهم من منافع الدنيا في هذه الآية خمسة أولها: قوله: {يُرْسِلِ السماء عليْكُمْ مُّدْرارا} وفي السماء وجوه: أحدها: (أن) المطر منها ينزل إلى السحاب وثانيها: أن يراد بالسماء السحاب وثالثها: أن يراد بالسماء المطر من قوله: والمدرار الكثير الدرور، ومفعال مما يستوي فيه المذكر والمؤنث، كقولهم: رجل أو امرأة معطار ومتفال وثانيها: قوله: {ويُمْدِدْكُمْ بِأمْوال} وهذا لا يختص بنوع واحد من المال بل يعم الكل وثالثها: قوله: {وبنِين} ولا شك أن ذلك مما يميل الطبع إليه. ورابعها: قوله: {ويجْعل لّكُمْ جنات} أي بساتين وخامسها: قوله: {ويجْعل لّكُمْ أنْهارا}. {ما لكُمْ لا ترْجُون لِلّهِ وقارا (13)} وفيه قولان: الأول: أن الرجاء هاهنا بمعنى الخوف ومنه قول الهذلي: والوقار العظمة والتوقير التعظيم، ومنه قوله تعالى: {وتُوقّرُوهُ} [الفتح: 9] بمعنى ما بالكم لا تخافون لله عظمة. وهذا القول عندي غير جائز، لأن الرجاء ضد الخوف في اللغة المتواترة الظاهرة، فلو قلنا: إن لفظة الرجاء في اللغة موضوعة بمعنى الخوف لكان ذلك ترجيحا للرواية الثابتة بالآحاد على الرواية المنقولة بالتواتر وهذا يفضي إلى القدح في القرآن، فإنه لا لفظ فيه إلا ويمكن جعل نفيه إثباتا وإثباته نفيا بهذا الطريق الوجه الثاني: ما ذكره صاحب (الكشاف) وهو أن المعنى: ما لكم لا تأملون لله توقيرا أي تعظيما، والمعنى ما لكم لا تكونوا على حال تأملون فيها تعظيم الله إياكم و{لِلّهِ} بيان للموقر، ولو تأخر لكان صلة للوقار. {وقدْ خلقكُمْ أطْوارا (14)} في موضع الحال كأنه قال: ما لكم لا تؤمنون بالله، والحال هذه وهي حال موجبة للإيمان به {وقدْ خلقكُمْ أطْوارا} أي تارات خلقكم أولا ترابا، ثم خلقكم نطفا، ثم خلقكم علقا، ثم خلقكم مضغا، ثم خلقكم عظاما ولحما، ثم أنشأكم خلقا آخر، وعندي فيه وجه ثالث: وهو أن القوم كانوا يبالغون في الاستخفاف بنوح عليه السلام فأمرهم الله تعالى بتوقيره وترك الاستخفاف به، فكأنه قال لهم: إنكم إذا وقرتم نوحا وتركتم الاستخفاف به كان ذلك لأجل الله، فما لكم لا ترجون وقارا وتأتون به لأجل الله ولأجل أمره وطاعته، فإن كل ما يأتي به الإنسان لأجل الله، فإنه لابد وأن يرجوا منه خيرا ووجه رابع: وهو أن الوقار وهو الثبات من وقر إذا ثبت واستقر، فكأنه قال: {ما لكُمْ} وعند هذا تم الكلام، ثم قال على سبيل الاستفهام بمعنى الإنكار {لا ترْجُون لِلّهِ وقارا} [الجن: 13] أي لا ترجون لله ثباتا وبقاء، فإنكم لو رجوتم ثباته وبقاءه لخفتموه، ولما أقدمتم على الاستخفاف برسله وأوامره، والمراد من قوله: {ترْجُون} أي تعتقدون لأن الراجي للشيء معتقد له. واعلم أنه لما أمر في هذه الآية بتعظيم الله استدل على التوحيد بوجوه من الدلائل: الأول: قوله: {وقدْ خلقكُمْ أطْوارا} وفيه وجهان: الأول: قال الليث: الطورة التارة يعني حالا بعد حال كما ذكرنا أنه كان نطفة، ثم علقة إلى آخر التارات الثاني: قال ابن الأنباري: الطور الحال، والمعنى خلقكم أصنافا مختلفين لا يشبه بعضكم بعضا، ولما ذكر هذا الدليل من الأنفس على التوحيد، أتبعه بذكر دليل التوحيد من الآفاق على العادة المعهودة في كل القرآن. اهـ.
|